بــســــم الله :)


الحمد لله
عدد ما كان
و عدد ما سيكون
و عدد الحركات و السكون !

الجمعة، 16 يناير 2015

انعدام الأخلاق



أصبحنا نعيش في مجتمع مؤلم ..
فليس مصدر الألم هو فقط ما نواجه من صعوبات .. 
و لا ما نقابل من أشخاص يعاملوننا باستفزاز و إهمال ..
و لا ما نفقد من أشخاص يستحقون الحب و الاحترام ..
و لا ما يحدث من حروب و صراعات و قتل لملايين الأبرياء ..
و لا ما يحدث من قهر و ظلم و استبداد ..
ليس ذلك فقط ..
فكل هذه الأشياء التي تحدث تعد من أشكال الابتلاءات في الحياة ..
و عندما تصبح الحياة الدنيا سهلة .. لن تكون حياة دنيا و دار بلاء و امتحان لأجل الآخرة ..
كل ما ذكرته صعب العيش معه و مواكبته ..

و لكن أكثر ما يؤلمني الآن حقًا ..
هو ما وصل إليه مجتمعنا من تدني في الأخلاق و القيم و المبادئ ..
و تخلي عن روح الإسلام السمحة و مبادئه السليمة ..
أصبح انعدام الأخلاق هو حاجة أساسية لمواكبة التطور ..
و من يتمسك بالأخلاق صار ساذجاً أو متخلفاً عن ذلك التطور..
تدني الأخلاق يأتي في عدة صور .. 

أبشعها بذاءة اللسان و الشتائم و الاساءات اللفظية و الرمزية .. التي تتدنى يوما بعد يوم ..
لتصبح كلمة "غبي" ما هي إلا وصف لغباء أحدهم و ليست شتيمة ..
أصبحت الإساءة متطورة لدرجة تأليف كلمات جديدة لها معنى بذيء .. لتظهر كلمة يستنكرها المجتمع في البداية .. ثم تبدأ في الانتشار  و يقال عليها "عيب" لتدخل الشتيمة "السابقة لها في الظهور" ضمن قاموس الكلمات العادية .. و من ثم تظهر كلمة جديدة ثالثة لتصبح السابقة التي كانت "عيب" كلمة بسيطة مقارنة بالجديدة .. و تستمر رحلة الانحدار نحو الأسفل ...
و الكارثة أن الكثيرين يعتقدون أن الإساءة و الإهانة للآخرين هي دليل قوة ..

ذات المشكلة تحدث مع ما يطلق عليها الموضة و صيحة الأزياء ..
يبدأ البنطال الجينز الضيق في الظهور لترتديه الفتيات .. ثم يصبح لا شيء مقارنة بالبنطال الـ "slim" ثم يصبح ذلك الآخر شيء عادي جدا مقارنة بالفيزون و الليجن .. و هكذا ..

كانت الغيبة و النميمة أشياء ملحوظة سابقا يسهل استدراكها .. الآن أصبحت أشياء عادية جدا نمارسها في حياتنا اليومية دون أن نشعر..
و من يسلم من النميمة يقع في شِبَاك الغيبة .. هذا بالإضافة لسوء الظن و الهمز و اللمز و التنابز بالألقاب .. 
أصبحت أرى كل يوم شخص واحد عالأقل يذكر أخاه بما يكره ..
و أرى بشكل مستمر و دائم .. شخص يؤذي أخاه بشكل أو بآخر ..
و سوء الظن و الشك هما الاختيار الأول عند الجميع ..
و يتعلل من يسيء إلى أحدهم في المعاملة بأنه لا يطيقه و أن ليس هناك بينهم تناغم أو "كيمياء" !!! ..

كل ما نهانا عنه إسلامنا الكريم .. صار من مظاهر مجتمعنا "الإسلامي" اليوم ..

إلى أين نحن ذاهبون؟!
لا أملك إلا أن أقول .. 
وااااحرّ قلباه !!!

ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...