بــســــم الله :)


الحمد لله
عدد ما كان
و عدد ما سيكون
و عدد الحركات و السكون !

الاثنين، 12 يناير 2015

تدوينة حان موعدها

رأيت بالأمس دموع زوجة مُحِبَّة تنهمر حزناً على رحيل زوجها، كم كنت أحب رؤيتهما سوياً،
ازداد شعوري بالألم حال رؤيتها إلى أضعافه :'( .. و تذكرت تلك الخاطرة التي كتبتها منذ شهور!



زوجي الحبيب .. 
يتعجبون عندما أخبرهم بكل ثقة أنني لن أتزوج بعد رحيلك، و لن أقبل أبداً بغيرك زوجاً و سأنتظر لقائنا الآخر، سأنتظرك!

يتعجبون و يظنون أن مشاعر الألم و الافتقاد ما تدفعني لقول ذلك، و أنني أحتاج فقط إلى بعض الوقت طال أو قـَصـُر!

ليس الأمر كذلك؛ فأنا بالطبع أتألم و أفتقدك بشدة و لكني أعلم أنك رحلت رغماً عنك، و كل ما في الأمر أنك قد سبقتني إلى الله الذي جمع روحَيـْنا في الدنيا و سيجمعهما برحمته في الآخرة؛ فلا زلت أنت زوجي الوحيد!

و عندما اخترتك شريك العُمر كان ذلك اختيارٌ أبدِيْ و كنت أدري ما أفعل؛ فعُمر الدنيا لا يساوي شيئاً من عُمر الآخرة الذي لا ينتهي، لم أتمناك شريكاً لبضعٍ من الأعوام فنفترق و إنما أردتك شريكاً في حياة لا تنتهي، عندما تزوجتك كنت أعلم أن رحيل أحدنا آتٍ لا محالة و كم تمنيت أن أرحل أولاً و لكن تلك هي الدنيا!
لقد ارتضيتك زوجاً في الآخرة؛ و ما الدنيا سوى اختبار لزواجنا، أيكون على طريق الله و طاعته؟! أم يكون فيه إهمالنا لعبادة الله التي جمعنا لأجلها؟!
ها نحن و قد نجح زواجنا و تركتني لأستكمل الطريق وحدي لأجل ذلك الزواج الصالح، سأكمل الطريق و آتي إليك و قد فعلت ما بوسعي لأكون زوجتك في جنة الآخرة.

قلبي سيتألم و لكن سيمتلئ بالصبر أضعاف قدر امتلاءه بالألم، سيظل يتألم و لكنه لن يموت، سيحيا لأجلك؛ فما يـُبـكيني حقاً أكثر من فقدانك، أن أتخيل دخول أحدنا الجنة دون الآخر أو نـُحرم منها سوياً، فلن أطيل البكاء لأعمل في ما تبقى لي من عُمرٍ على بناء قصورنا في الجنة، و سأرجو من الله أن يتقبل، و أن يمنحني الإخلاص، لتكون عبادتي لله في شأنين، شأني و شأنك، فأعبده فيك كما كنت أفعل و أنت بجانبي، ليرضى الله عني فيك!

أصلي فروضي و أستغفر لما فاتك من فروض، أقضي من كل النوافل زوجين؛ نافلة لك و نافلة لي، و أقرأ لنا القرآن و أتصدق لك ، و أحج و أعتمر لي و لك، فلا أستزيد لنفسي أكثر مما أستزيد لك، و بدلاً من أن تنهمر عليك دموعي في قبرك، تنهمر عليك من الصالحات ما أبذل من أجلك! :-)

لن أقضي ما تبقى لي من عمري في حزنٍ و محاولةٍ لنسيانك، فكيف أنساك و أنت لا تزال زوجي؟! ، سأقضي ما تبقى لي من عمري في عملٍ أتمنى من الله أن يعينني على صلاحه.

عندما أتذكرك يشعر قلبي بوخزة الفـُقدان، يتخللها ابتسامة أمل و شكر لله على أن رزقني الصبر و السلوان، و أطال عمري فأستزيد لنا و أدعوه في كل ليلة .. أن يجمعنا في جنته!

مايو 2014


----------

لا أتمنى أبداً أن يحين موعد هذه التدوينة مجددا في المستقبل.... :(:

ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...