بــســــم الله :)


الحمد لله
عدد ما كان
و عدد ما سيكون
و عدد الحركات و السكون !

الخميس، 18 أبريل 2013

جــزيــرة الحــــيــاة (1) !!!






كانت الجزيرة ذات نصفـين .. إحداهما مظلم .. مجهول و مهجور .. و النصف الآخر ممتلئ بالسكان .. لم يقدر أحد منهم على الإقتراب من ذلك الجانب الآخر .. كان الخوف أقوى من فضولهم و رغبتهم في تفقدها و معرفة خباياها و محتوياتها و لم تكن أيضا الرغبة و الفضول بتلك الدرجة التي تستدعي المخاطرة و المحاولة للدخول ; فلم يكن يعنيهم ذلك الجانب شيئا سوى أنه مجهول و أنه سوف يعج بالسكان و يمتلئ بالحياة يوماً ما !

كان الصبر ملاذهم الوحيد حتى يأتي سكان هذا النصف ، و كان الإيمان بأن ذلك اليوم سيأتي .. قوياً جداً ، لذلك لم يتعجل أحدٌ منهم الدخول إلى النصف الآخر لأن النصف الذي يعيشون فيه كان كافياً .. وشيئا ما في داخلهم أخبرهم أن الجانب الآخر من الجزيرة ملكاً لغيرهم .. قومٌ آخرون .. أناس سوف يشاركونهم هذه الجزيرة للأبد .. و أن لا معنى لدخوله و هو فارغ و لن ينالهم من تعجـّل الدخول سوى شعورٌ بالتيه و الحيرة ، بل و قد تنشأ أيضا الخلافات و المشكلات فيما بينهم .. لذلك لم يكن أمامهم سوى الإنتظار و الصبر !

و رغم الإتفاق فيما بينهم على الإنتظار لحين مجيء اليوم الموعود ، إلا أنهم كانوا يجلسون يتسامرون و يتحادثون عن سكان النصف الآخر .. و تركوا لخيالهم العنان في ما قد تكون عليه صفات أصدقائهم و شركائهم الجدد الذين لم يأتوا بعد !

إلى أن جاء ذلك اليوم .. في التاسع من نوفمبر عام ألفان و عشر .. عندما فوجئ مجموعة من البحارة المهاجرين بتلك الجزيرة أمامهم ، و لسبب ٍ ما شعروا أن هناك ما ينتظرهم على متنها .. شيئا سيجلب لهم السعادة.. و لم يكن في حسبانهم و لا تخطيطهم الذهاب إليها رغم أنهم سمعوا عنها كثيراً و مرّوا بجانبها عدة مرات .. و لكن لم تنتابهم الرغبة سابقا في الذهاب إليها و لم تنتابهم الرغبة في النزول بأي جزيرة لعدم اقتناعهم بأن الوقت قد حان للإستقرار و رغبتهم في الإبحار حول العالم حتى تجذبهم جزيرة بعينها و يتم الإجماع عليها منهم جميعا بإرادتهم و باختيارهم !

و رغم كل ذلك .. شاء الله أن يشاهد البحارة الجزيرة هذه المرة و كأنها المرة الأولى .. و ظهرت أمام أعينهم بشكل مختلف رغم معرفتهم بأنها الجزيرة ذاتها التي شاهدوها سابقاً .. و جعلهم ذلك يتسائلون عن السبب !!! .. مما دفعهم إلى اتخاذ القرار بالإقتراب من الجزيرة أكثر !

و بدأت حملات الاستطلاع و البعثات ليخرج إثنان أو ثلاثة منهم بقوارب صغيرة .. للدوران حول الجزيرة و استطلاع تحركات سكانها و تصرفاتهم .. و استمرت المراقبة تزداد و أصبحت عن كثب بشكل واضح و كبير !

من جانبهم شعر سكان الجزيرة بهذه التحركات كلها منذ بدايتها و لكن لم يستطع أحد تحديد التاريخ و الموعد بالضبط الذي بدأ فيه هؤلاء الغرباء بالاستطلاع .. و حدث أن شاهدوهم عدة مرات و تواصلت أعينهم دون حديث .. و الغريب في الأمر أن سكان الجزيرة لم يحاولوا طردهم أو سؤالهم عن سبب تواجدهم .. لسبب ٍ ما يتعلق بشعور من الراحة و الثقة التي بدأت تتكون بعد أن تحدث فردين من أهل الجزيرة مع اثنين من الغرباء .. و كانا يعودان ليقصـّا على البقية ما حدث بالتفصيل !

مع مرور الوقت .. بدأ سكان الجزيرة يتعلقون بهؤلاء الزوار شيئا فشيئا و خصوصاً أن أفراد الاستطلاع كانوا يختلفون كل مرة مما يعطي فكرة أكبر و أفضل عنهم جميعا .. فراود أهل الجزيرة شعور بأن هذا اللقاء قد حدث سابقا في الماضي في وقت مجهول لا يستطيعون إدراكه و كأنهم يألفونهم منذ زمن ! .. زاد التعلق و الرجاء و الرغبة في رؤيتهم باستمرار !

بدأت مشاعر القلق و التساؤل و الفضول الزائد تسود بين أهل الجزيرة .. هل سيستقر هؤلاء أم ماذا ؟! .. علامَ ينوون ؟ هل كانت كل هذه الاستطلاعات جادة ؟ أم أن هذه الجزيرة لم تعني لهم شيئا ؟! ماذا يخبئ المستقبل ؟ و هل هو مستقبل قريب أم بعيد ؟!
هل كان ما حدث من صنع خيالهم ؟ هل سيكتشفون فيما بعد أن كل هذه الأحداث كانت من أحلام اليقظة خاصتهم ؟ هل توهـّموا شيئا و صدقوه ؟!
ظلت التساؤلات تزداد و تــُزيد من حيرتهم شيئا فشيئا .. حتى فاقت قدرتهم على التحمل !
منذ ذلك اليوم .. ذهب عنهم شعور الإرتياح و أصابهم الأرق .. 
و ظلت " هل " .. معلقة في سماء تلك الجزيرة !!!

... يــُـتبع ! =)





----------------------
من وحي الواقع !

أبريل _ 2013




ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...