بــســــم الله :)


الحمد لله
عدد ما كان
و عدد ما سيكون
و عدد الحركات و السكون !

السبت، 31 ديسمبر 2011

اسـتـنـتـاج !!!



بعد بداية كل ثورة لا بد من التوصل لاستنتاج، لا بد من التمحيص و التدقيق فيها و استخراج عيوبها و مميزاتها، لا بد من نقدها و التفكير و التأمل فيها، و لا بد من تسجيل أحداثها لحظة بلحظة !!!.

في الحقيقة كنت
أتمنى أن أكون من ضمن هؤلاء الذين يسجلون أحداث ثورتنا العظيمة بكل تفاصيلها و ذلك من أجل التاريخ، و لكن ظروف وقتي و دراستي و الاهتمام بمجالي الذي عن طريقه سوف أخدم بلدي لم تسمح لي، بالإضافة إلى أنني كنت مـُغيبة في بعض الأوقات من هذا العام و متابعة بشدة في أوقات أخرى ; فلا أصلح أن أكون مؤرخة لما حدث بالكامل، و لكن ان استطعت ربما في وقت لاحق أن أقوم بتجميع ما شاهدت و تعلمت منها على الصعيد الشخصي.

كلٌ منا كما ذكرت بالضرورة له تعليق او استنتاج على الثورة، أهم استنتاج يشغل تفكيري حاليا هو أن الثورة بجميع أحداثها أثبتت للعالم أجمع بأن مصر العظيمة التي لا أحتاج للحديث عن تاريخها و مكانتها بين جميع الدول، تضم جميع فئات المجتمع المصري التي سمعنا عنها مرارا و تكرارا و لكن لم نشهدها و نشعر بها حقيقة بشكل واقعي و كبير و "عالملأ" إلا مع أحداث هذه الثورة المذهلة.

يضم المجتمع المصري جم
يع الفئات و الأطياف و الأنواع من الناس، يوجد العاقل ذو الكلام الموزون المنطقي المسموع و يوجد المجنون ذو الكلام "اللاسع" المتهور الغير منطقي بالمرة، يوجد الوطني المخلص الوفي لوطنه و يوجد الخائن للوطن و الحريص فقط على مصالحه الشخصية، نجد من يسعى للحرية و العيش بشرف لأنها من أقل حقوقه و نجد من يستخدم أقبح و أبشع و أحقر الوسائل لتحقيق أطماعه، نجد المواطن الشريف و نجد المرتشي رخيص السعر، نجد المسلم و المسيحي و اليهودي و العلماني و الليبرالي، نجد السلفي و الإخواني و نجد المسلم الذي يفضل عدم الانتماء لجماعة بعينها، نجد الكاثوليكي و الأرثوذكسي، يوجد الشهيد و يوجد البلطجي قاتل ذلك الشهيد، يوجد مذيع الإعلام المصري المزيف و يوجد مذيع الإعلام الآخر الحقيقي، نجد من يبرر أفعاله بلا شيء و يتبعها بأفعال أقبح و نجد من يبرر أفعاله بمبررات مقبولة و يعترف بأخطاءه و يتوخى الحذر بعد ذلك، يوجد من يؤيده الجميع و يوجد من يهاجم من الجميع بدون إعطاءه الفرصة لإثبات بعضا من أهليته فيما وُكـّل إليه، يوجد من هو مدرك لما يحدث جيدا و يوجد من هو مغيب لا يدري و لا يشعر بشيء سوى أن ثورة ما قد قامت، يوجد المتفائل بالمستقبل و المتشائم، نجد الصريح الواضح من البداية و له مواقف ثابتة و نجد المنافق الذي يقف في الجانب الأقوى دائما خوفا على نفسه، و يوجد غيرهم الكثيرين، و لكن ذلك لا يبرر ما وصلت إليه مصر الآن!.

لأن في تصوري، أعداد الأشخاص العاقلين أكبر بكثر من المجانين، و أعداد المواطنين الشرفاء يتفوق على المجرمين بمراحل، و الإختلاف في العقيدة لن يمنع وصولنا إلى نقطة تـُرضي جميع الأطراف و لا يبرر ما يحدث من اختلاف يزيده سوءا و يكبر من حجمه من لا يريدون لمصر أن تصل لما ترضى به من استقرار و تقدم، لأنهم ببساطة سعداء بتلك العشوائية التي باتت بها مصر الآن بدون ض
وابط تـمسك عليهم أفعالهم التي يظنون بأنها خفية وسط الضوضاء، و نجد أن كل ما يمكن لأي مواطن أن يفعله هو أن يرمي و يقذق بالاتهامات على الآخرين حتى لا تطوله أيادي الاتهام.
لا مبرر لما نحن فيه الآن حقا لأن اختلاف الأطياف و الأنواع التي ذكرتها لم تمنع أي دولة
أخرى غيرنا من المضي و التقدم إلى الأمام.

و ها هي الثور
ة قد قاربت على أن تتم عاما من عمرها و أثبتت للعالم أن مصر فريدة من نوعها و صامدة رغم أنف الجميع !!!.

لكِ الله يا مصر
=)

خديجة غتوري
٣١ ديسمبر ٢٠١١

ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...